نهاية حلم الجزائر

كأس العالم: المنتخب الجزائري.. نهاية حلم الـ200 مليون

وأخيراً انتهى الحلم المونديالي الجزائري والعربي بخروج ممثل العرب الوحيد من نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، بعد أداء مشرف قدم فيه "محاربو الصحراء" أفضل ما عندهم.
لم تكن الخسارة والخروج من المونديال أمراً مؤلماً، كما يعتقد البعض، إنه أمر طبيعي، فمنتخبات أقوى وأفضل من الجزائر خرجت من البطولة، مثل فرنسا وصربيا، كذلك خرجت من المونديال الدولة المنظمة للبطولة، وهذا بحد ذاته خروج أصعب من الخروج الجزائري، ذلك أنها سجلت سبقاً تاريخياً بخروج الدولة المنظمة للبطولة من الدور الأول.

المنتخبات الأفريقية عموماً تعرضت للإقصاء، ولم تنجح حتى الآن سوى غانا في التأهل إلى الدور التالي، ليس بسبب أدائها المتطور، إنما لسوء أداء منتخبي صربيا وأستراليا.

يكفي الجزائر أنها تأهلت في حين غابت منتخبات قوية وكبيرة عن البطولة.

مشكلة المنتخب الجزائري، عدا عن عدم وجود هداف في المنتخب، أنه حمل على كاهله آمال وطموحات ما يزيد على 200 مليون عربي، إلى جانب محاولتهم تحقيق وعود كبيرة قطعوها على أنفسهم.

العرب عموماً كانوا يطمحون ويمنون النفس بتأهل المنتخب الجزائري، وهو طموح مشروع، غير أنهم يدركون في نهاية المطاف أن كرة القدم تحتمل الربح والخسارة، وبالتالي فخروج المنتخب الجزائري من الدور الأول ليس نهاية العالم.

المنتخب الجزائري الحالي زرع بذرة منتخب جزائري قوي للمستقبل بوجود لاعبين صغار السن قد يعيدون تكرار الحلم في المونديال المقبل.

ربما لم يكن على اللاعبين تقديم وعود كبيرة، وربما لم يكن على العرب تحميل اللاعبين أعباء وآمال كبيرة قد تقصم الظهر، في هذه الحالة ربما كان الخروج من الدور الأول أسهل مما هو عليه الآن.

ثمة فرق بين الطموح والواقع.. الواقع شهدناه وكان رائعاً بحق.. إنه التأهل للمونديال ورفع الراية الوطنية بين رايات الأمم وخوض مباريات جميلة وتقديم أداء رائع.. بصرف النظر عن النتائج.

الطموح بالتأهل للدور التالي مشروع.. ولكن الكرة مستديرة.. ومجنونة.. وجنونها قد يحقق الطموح أو يطيح به، ولا لوم على اللاعبين.. عندما تكون كرة مجنونة بين أقدامهم.

عنتر يحيى.. مجيد بوقرة.. كريم زياني.. كريم مطمور.. حسن يبدة .. مهدي لحسن.. رفيق حليش.. نذير بلحاج.. رايس مبولحي.. وباقي كتيبة "محاربي الصحراء".. شكراً لكم.. لقد أديتم واجبكم.. وكان أداؤكم مشرفاً.

محاربو الصحراء.. ارفعوا رؤوسكم عالياً، يكفي أنكم منحتم العرب حلماً جميلاً - ولو لأيام - وسط الكوابيس اليومية التي يعيشونها.[img][/img]